Sunday, March 18, 2012

ألا يفترض أن يكون في المدرسة؟؟

   لم يقل شيئا، بل اكتفى فقط بأن فتح الباب فجأة ومد يده التي يحمل بها "كروتا" كُتبت عليها أدعية وأذكار وآيات قرآنية في مشهد ليس غريبا على أحد منا، غير أن الجديد هذه المرة أن ما حدث لم يكن فقط داخل الحرم الجامعي بل بين قاعات المحاضرات أيضا!



“Isn't he supposed to be at school now?!”


   كان هذا هو السؤال الذي نطق به مدرسنا الأمريكي الوافد من ولاية لويزيانا داخل قاعة المحاضرة، نظر هذا الوافد إلى بلادنا بدهشة وامتعاض عندما رأى ذلك المشهد، ويبدو أنه لم يعتد على رؤية الأطفال يبيعون "كروت" الأدعية بين ردهات وقاعات الجامعة في الوقت الذي يفترض فيهم أن يمضوه في فصول مدرستهم يتعلمون ويلعبون. هذا على عكسنا نحن تماما، حيث مر مشهد الطفل وبيده "الكروت" أمامنا هكذا ببساطة وكأنه أمر عادي تماما، لكن إن كنا صادقين مع أنفسنا فهو ليس كذلك أبدا!

“What a shame!”

   إنه لمن المؤلم حقا أن يمر مشهد الطفل ذو الثياب البالية الرثة يبيع اللبان (العلكة) أو يمسح زجاج السيارة بخرقة قماش متسخة أمام أعيننا دون أن يرف لنا جفن، ثم نمضي في طريقنا وكأننا لم نر شيئا يستحق الاهتمام! .. إنه لأمر مخجل ويفتح الباب للمزيد من الاسئلة التي تتعلق بطفولة هؤلاء الأطفال المهدورة بين الأرصفة وعلى شوارع المدينة!

   قد نتفق (أو لا نتفق) على أن موضوع التسوّل بصفة عامة موضوع شائك و علاجه معقد ويحتاج إلى وقت وجهد، إذ لم نعد نميز المتسول المحتاج حقا من ذاك الذي اتخذ من التسوّل مهنة أو حرفة.. أو "بيزنس" كما يقولون.

   ولكن عندما يتعلق الموضوع بفلذات أكبادنا ومن يفترض بنا أن نعاملهم على أنهم "جيل المستقبل" فهنا يتضح أن الأمر أكبر خطورة مما يبدو عليه، وأنه بحاجة إلى حل جذري في أقرب وقت ممكن. هذا إذا كنا جميعا نتفق على أن دفع  الأطفال إلى الشوارع وتعليمهم أساليب التسول وفنونه، فيقضون بذلك فترة حياتهم بين الشوارع وبين مراكز الأمن والسجون (والتي سرعان ما يعودون إلى عادتهم القديمة فور خروجهم منها لضعف الرادع القانوني أو حتى غيابه للأسف الشديد) بدلا من أن يتعلموا علما نافعا أو حرفة شريفة تكسبهم قوت يومهم بكرامة هي معضلة شنيعة يعد تجاهلها وغض الطرف عنها جريمة سنحاسب عليها أمام الله!


….

2 comments:

  1. يفترض ان يكون في المدرسة، من المفترض ان التعليم الاساسي في الاردن الزامي يستوجب تدخل الجيش في حالة امتناع الاهل عن ابتعاث ولدهم للمدرسة !! - اين تنفيذ القوانين اذاً ...

    لكن في نفس الوقت اقول ان الاطفال دائماً لهم في هذه الحياة فرصة اخرى ما يؤلمني انا شخصياً هو ان تجد بدلاً من هذا الطفل رجلاص عجوز يقدم قدماً للموت ويؤخر اخرى.

    ReplyDelete
  2. استغرب من ان الامور وصلت لدرجة ان يدخلوا الى الحرم الجامعي وقاعات التدريس , يالا السخريه ففي يوم ما سوف يقولون كنا في الجامعه كذا وقاعة كذا ولكننا لم نكن من طلابها وانما كنا متسولين "كالحشرات التي تذايق الطلاب على حسب قول احد الاشخاص ".

    ReplyDelete